النهر الاخير

... ثمانية انهار هي التي كانت تنبع من هناك .. من تلك النبعتين .. كلها كانت تنبع وتصب في مكان ما ... مكان جميل خضر .. الا ذلك النهر الاخير ... نبع من نفس المكان لكنه ... لكنه ... صب في مكان اخر وفي طريقه كان ينظر الى الوراء ... الى بقية الانهار ليسير معها ويصب حيث تصب لكنه كان كلما نظر اليهم شعر بانه بعيد ... وان عليه متابعة المسير فيتابع ويتابع... وكلما وقفت في طريقه عثرة يلتف من حولها مبتعدا رغم بعده ...بينما كانت تلك الانهار عندما تقف في طريقها عثرة , ولما كان يحدث ذلك, كانت تمهدها وتسير من فوقها
وبعد ان التف هذا النهر من طريق بعيدة ... نظر من حوله .. فاذا هو في مكان
أجدب ... ارض مقفرة تحيط به من كل مكان .. فجلس حزينا باكيا .. ومرت الايام
والشهور .. وكلما حدثه قلبه بالعودة .. كان ينظر بقية الانهار .. فيشعر بانها
لن تتقبله .. وبدأت تلكم النبعتين تبحثان عنه في كل مكان .. ولكن لما تجدان ذاك النهر ... وشعرت بقية الانهار ان احدهم ضل الطريق فبدأت تبحث عنه...
اما هو فكان كلما شعر باقتراب احدها كان يهرب ويتوارى .. ثم يجلس هناك قرب الاشجار المتحجرة ... يبكي خجلا من دموعه التي سقطت في مكان ما .. كان يصب في تلكم النبعتين وكانتا تحسان بتلك الدموع وتشعر بحرارتها...
فأجهشت بالكاء حتى جفت الدموع وتبخرت وشكلت غيمة هناك ..وهاهو ذا
النهر ينتظرنزول المطر .. ليروي عطشه كي يعود الى مصبه المنتظر....!!!