مجالس قبيلة زعب  

العودة   مجالس قبيلة زعب > المجالس الأدبية > مجلس القصص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14th January 2004, 00:07   #1
العميد
مشرف مجلس الضيافه
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 762
الدنيا قصصاً وعِبر

اخواني الاعزاء


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انما الدنيا قصصاً وِعِبر يتعض منها كل ذا عقلا رشيد .

فترى بعضها تتميز بالحكمة و الموعظة و البعض الاخر يتميز بالكرم و الجود وبعضها بالشجاعه و المدح .


و هذه مساحة نرجوا من كل الاعضاء ان يشاركنا بقصة فيها من العبر ما نستفيد منها .

قال تعالى " لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " ... ( يوسف- الجزء الثالث عشر )
__________________
العميـــــــد ، ، ،

التعديل الأخير تم بواسطة العميد ; 14th January 2004 الساعة 00:10
العميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14th January 2004, 08:21   #2
بدر الحزام
عضــــو مميــز
 
الصورة الرمزية بدر الحزام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
المشاركات: 715
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبشر يالعميد وجزاك الله خير على فتح هذا الموضوع .

سوف اذكر لكم قصة داوود عليه السلام مع الرجلين الذين جائا اليه يطلبون حكمه.

يذكر لنا المولى في كتابه الكريم قضية عرضت على داوود -عليه السلام- فيقول:


وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَاب (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ

جلس داود يوما في محرابه الذي يصلي لله ويتعبد فيه، وكان إذا دخل حجرته أمر حراسه ألا يسمحوا لأحد بالدخول عليه أو إزعاجه وهو يصلي.. ثم فوجئ يوما في محرابه بأنه أمام اثنين من الرجال.. وخاف منهما داود لأنهما دخلا رغم أنه أمر ألا يدخل عليه أحد. سألهما داود: من أنتما؟
قال أحد الرجلين: لا تخف يا سيدي.. بيني وبين هذا الرجل خصومة وقد جئناك لتحكم بيننا بالحق.
سأل داود: ما هي القضية؟ قال الرجل الأول: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ). وقد أخذها مني. قال أعطها لي وأخذها مني..
وقال داود بغير أن يسمع رأي الطرف الآخر وحجته: (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ).. وان كثيرا من الشركاء يظلم بعضهم بعضا إلا الذين آمنوا..
وفوجئ داود باختفاء الرجلين من أمامه.. اختفى الرجلان كما لو كانا سحابة تبخرت في الجو وأدرك داود أن الرجلين ملكان أرسلهما الله إليه ليعلماه درسا.. فلا يحكم بين المتخاصمين من الناس إلا إذا سمع أقوالهم جميعا، فربما كان صاحب التسع والتسعين نعجة معه الحق.. وخر داود راكعا، وسجد لله، واستغفر ربه..


تقبلوا تحياتي
بدر الحزام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14th January 2004, 09:41   #3
العميد
مشرف مجلس الضيافه
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 762
الاخ العزيز / بدر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشكر لك مشاركتك القيمة

والقرآن الكريم هو خير من يقص القصص و العبر .
__________________
العميـــــــد ، ، ،
العميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16th January 2004, 13:07   #4
العميد
مشرف مجلس الضيافه
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 762


قال عمر بن عتبه لمعلم ولده : ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك ، فإن عيونهم معقودة بعينيك ، فالحسن عندهم ما صنعت و القبيح عندهم ما تركت ، علمهم كتاب الله و لا تكرههم عليه فيملوه و لا تتركهم منه فيهجروه ، وعلمهم من الحديث أشرفه و من الشعر أعفه ، ولا تنقلهم من علم الى علم حتى يحكموه فإن ازدحام الكلام في القلب شغله للفهم ، و علمهم سنن الحكماء و جنبهم محادثة النساء و لا تتكل على عذر منى لك فقد اتكلت على كفاية منك .





أين مدرسين هذا الزمان فالقليل منهم من يعمل بهذا
__________________
العميـــــــد ، ، ،

التعديل الأخير تم بواسطة العميد ; 16th January 2004 الساعة 13:10
العميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16th January 2004, 16:39   #5
بدر الحزام
عضــــو مميــز
 
الصورة الرمزية بدر الحزام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
المشاركات: 715
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فراسة المنصور

جلس الخليفة المنصور في إحدى قباب بغداد، فرأى رجلا ملهوفا يجول في الطرقات. فأرسل إليه من أتاه به. فلما سأله عن حاله أخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالا، وأنه رجع بالمال إلى منزله فدفعه إلى أهله، ثم ذكرت امرأته أن المال سرق من بيتها، ولم ير نقبا بالدار ولا أثرا للص. ‏ ‏ فقال المنصور: ‏ ‏ منذ كم تزوجتَها؟ ‏ ‏ قال: منذ سنة. ‏ ‏ قال: أبِكرا تزوجتها أم ثيبا؟ ‏ ‏ قال: ثيبا. ‏ ‏ قال: أفلها ولد من سواك؟ ‏ ‏ قال: لا. ‏ ‏ قال : فشابة هي أم مُسنّة؟ ‏ ‏ قال: بل شابة. ‏ ‏ فدعا المنصور بقارورة طِيب كان يُعمل له، حادّ الرائحة، غريب النوع، فدفعها إلى الرجل وقال له: ‏ ‏ تطيّب من هذا الطيب فإنه يُذْهِبُ همَّك. ‏ ‏ فلما خرج الرجل من عند المنصور قال المنصور لأربعة من ثقاته: ‏ ‏ ليقعد كل واحد منكم على باب من أبواب المدينة الأربعة، فمن مر به أحد فشم منه هذا الطيب فليأتيني به. ‏ ‏ وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته، وقال لها: ‏ ‏ وهبه لي أمير المؤمنين. ‏ ‏ فشمّته فأعجبها، فبعثت ببعضه إلى رجل كانت تحبه، وهو الذي دفعت إليه مال زوجها، وقالت له: ‏ ‏ تطيّب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي. ‏ ‏ فتطيّب منه الرجل. ‏ ‏ ثم إنه مرّ مجتازا ببعض أبواب المدينة فشمّ المُوكَل بالباب رائحة الطيب منه، فأخذه فأتى به المنصور. فقال له المنصور: ‏ ‏ من أين حصلت على هذا الطيب فإن رائحته غريبة مُعجِبة؟ ‏ ‏ قال: اشتريته. ‏ ‏ قال: من أين اشتريته؟ ‏ ‏ فتلجلج الرجل واختلط كلامه. فدعا المنصور صاحب شرطته وقال له: ‏ ‏ خذ هذا الرجل إليك فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخلِّه يذهب حيث شاء، وإن امتنع فاضربه ألف سوط. ‏ ‏ فخرج به صاحب الشرطة وجرده ودعا بالسياط ليضربه، فأذعن الرجل وردّ الدنانير. ‏ ‏ ودعا المنصور زوج المرأة وقال له: ‏ ‏ لو رددتُ عليك الدنانير التي سُرقت منك، أتحكّمني في امرأتك؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ ‏ قال المنصور: ‏ ‏ فهذه دنانيرك، وامرأتُك طالق منك. ‏ ‏ ثم أخبره بخبرها.‏ ‏


من كتاب "الطرق الحكمية في السياسة الشرعية" لابن قيم الجوزية.
بدر الحزام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18th January 2004, 03:47   #6
فهد بن سالم
عضو مهم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 1,501
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير يالعميد على الموضوع الطيب

وجزاك الله خير يابدر الحزام على مبادراتك الطيبه
__________________
اصبر لدهر نال منك ـ ـ ـ ـ ـ فهــكذا مضـــت الدهـور

فـرح وحـزن مـــــرة ـ ـ ـ ـ ـ لا الحزن دام ولا السرور

F1F@gawab.com
فهد بن سالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25th January 2004, 00:01   #7
العميد
مشرف مجلس الضيافه
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 762
اخي العزيز / فهد بن سالم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ومشكور على مرورك
__________________
العميـــــــد ، ، ،
العميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25th January 2004, 10:48   #8
بدر الحزام
عضــــو مميــز
 
الصورة الرمزية بدر الحزام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
المشاركات: 715
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تسلم اخي فهد بن سالم وجزاك الله خير على الدعاء .


تقبل تحياتي
بدر الحزام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 9th February 2004, 14:35   #9
العميد
مشرف مجلس الضيافه
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 762
أتى أعرابي إلي علي بن ابي طالب رضي الله عنه فسأله شيئاً و قال : و الله ما أصبح في بيتي شئ فضل عن قوتي ، فولي الأعرابي و هو يقول : و الله ليسألنك الله عن موقفى بين يديك يوم القيامة ، فبكى علي رضي الله عنه بكاء شديدا و امر بدرعه وقال : ياقبر ائتني بدرعي ، فدفعها إلى الأعرابي و قال : لا يغشك احد في ثمنها ، فطالما كشفت بها الكروب عن وجه رسول الله فقال قنبر : يا أمير المؤمنين يكفيه عشرون درهما ، فقال و الله ما يسرني أن لي وزنه الدنيا ذهبا و فضة فتصدقت به وقبل الله مني ذلك و انه يسألنى عن موقف هذا بين يدي .
__________________
العميـــــــد ، ، ،
العميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12th February 2004, 14:51   #10
admin
عضــــو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2003
المشاركات: 211
بسم الله الرحمن الرحيم


اخواني الاحباب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومساء الخير

اخواني
العميد

بدر ال حزام


اشكر لكم هذا الموضوع القيم ومجهودك فيه ونشاطكم المتميز في المنتدى فلكم اجمل تحية وتقدير.

ويشرفني ان اشارك معكم.


قصة وعبرة

الغلام المؤمن والساحر

عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر الساحر، قال للملك: إني قد كبرتُ فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر، فبعث إليه غلاماً يعلمه، فكان في طريقه إذا سلك راهبٌ، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر .

الغلام والأفعى

(بينما الغلام سائر إذ رأى دابة عظيمة) أفعى قد حبست الناس

الغلام يخاطب نفسه : اليوم أعلم، الساحر أفضل أم الراهب؟

الغلام يأخذ حجراً : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس.

يرمي الغلام الدابة فيقتلها ويمضي الناس .

يأتي الغلام الراهب فيخبره .

الراهب متعجباً : أي بني أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي.

الغلام يبرئ الأكمه ( الأعمى ) والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء ( الأمراض ) .

الغلام والأعمى

يسمع جليس للملك وكان قد عمي، فيقدم للغلام هدايا كثيرة .

الأعمى راجياً : كل هذه الهدايا لك إن أنت شفيتني !.

الغلام مرشداًً : إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله تعالى، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك.

يؤمن الأعمى فيشفيه الله تعالى .

يأتي الجليس الملك، فيجلس إليه كما كان يجلس .

الملك متعجباً : من رد عليك بصرك ؟!!

الجليس في فرح : ربي !

الملك منكراً : أو لك رب غيري ؟!!

الجليس في شجاعة وإيمان : ربي وربك الله.

يأخذه الملك فلم يزل يعذبه حتى يدل على الغلام فيؤتى بالغلام

الملك مهدداً : أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل وتفعل !!

الغلام : إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله تعالى.

تعذيب من آمن

يأخذ الملك الغلام، فلا يزال يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له، ارجع عن دينك فيأبى، فيدعو الملك بالمنشار، فيضع المنشار في مفرق رأسه فيشقه به حتى يقع شقاه على الأرض !! .

ثم جيء بجليس الملك، فقيل له: ارجع عن دينك فيأبى، فيضع المنشار في مفرق رأسه، فيشقه به حتى وقع شقاه .

الغلام يعذب

يؤتى بالغلام، فيقال له: ارجع عن دينك، فيأبى فيدفعه الملك إلى نفر من أصحابه .

الملك غاضباً : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فاذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه ، وإلا فاطرحوه.

يذهبون بالغلام، ويصعدون الجبل .

الغلام داعياً عليهم : اللهم اكفنيهم بما شئت.

يرجف بهم الجبل فيسقطون ويجيء الغلام يمشي إلى الملك .

الملك في حيرة ودهشة : ما فعل أصحابك؟!

الغلام في شجاعة وإيمان : كفانيهم الله تعالى.

يدفعه الملك إلى نفر من أصحابه .

الملك : اذهبوا به فاحملوه في قرقور ( زورق ) وتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه، وإلا فاقذفوه.

يذهبون بالغلام .

الغلام داعياً : اللهم اكفنيهم بما شئت.

تنكفئ بهم السفينة فيغرقون !! ويجيء الغلام الى الملك يمشي !! .

الملك في قهر وخذلان : ما فعل أصحابك؟

الغلام في طمأنينة وثبات : كفانيهم الله تعالى.

الغلام يضحي بنفسه

الغلام للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به !!!

الملك في عجز ويأس : وما هو؟

الغلام : تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: ( بسم الله رب الغلام )!! ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك تقتلني.

يجمع الناس في صعيد واحد ويصلب الغلام على جذع، ثم يأخذ الملك سهماً من كنانة الغلام، ثم يضع السهم في كبد القوس ثم يقول: ( بسم الله رب الغلام ) ثم يرميه، فيقع السهم في صدغه، فيضع يده في صدغه في موضع السهم ويموت .

الناس يهتفون : آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام.

يجيء الجند إلى المللك .

الجند في أسف : أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس.

الملك في غيظ : احفروا الأخدود ( الخنادق ) بأفواه السكك واضرموا فيها النيران، ومن لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها ( اطرحوه ).

الجند على أطراف الأخدود، يعرضون الشعب المؤمن على النار، ويعرضون عليهم أن يرجعوا عن دينهم، فمن لم يرجع أوقعوه في النار .

على حافة النار امرأة معها رضيع تخشى عليه فتتردد ، وتتقاعس أن تقع في النار .

الرضيع يقول : يا أمه اصبري فإنك على حق. (( ذكر قصة أصحاب الأخدود الإمام مسلم 4/ رقم 3005)).

احتراق الكفار

قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ سورة البروج: 10 .

1- قال ابن جرير بعد ذكره قصة أصحاب الأخدود:

وإنما قلت ذلك أولى التأويلين بالصواب للذي ذكرنا عن الربيع من العلة: وهو أن الله أخبر أن لهم عذاب الحريق مع عذاب جهنم ، ولو لم يكونوا أحرقوا في الدنيا لم يكن لقوله: وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ معنى مفهوم مع إخباره أن لهم عذاب جهنم، لأن عذاب جهنم هو عذاب الحريق مع سائر أنواع عذابها في الآخرة. (( ج 30 ص 135 )).

2- قال القرطبي في تفسيره قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ أي حرقوهم بالنار، فلهم عذاب جهنم لكفرهم، ولهم الحريق في الدنيا، لإحراقهم المؤمنين بالنار.

وقيل: وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ أي ولهم في الآخرة عذاب زائد على عذاب كفرهم بما أحرقوا المؤمنين.

3- ذكر المفسر الألوسي نقلاً عن ابن جرير وغيره:

أن الله بعث على المؤمنين ريحاً تقبض أرواحهم قبل الوصول إلى النار، وأن النار خرجت فأحرقت الكفار الذين كانوا على حافتي الأخدود.

ويدل لهذا قوله تعالى: قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ وقوله تعالى: وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ

من فوائد القصة

1- كل مولود يولد على الفطرة، فاقتضت الفطرة السليمة أن تكون مع الحق والخير دائماً وترفض الشر، فوجهت الغلام نحو الخير حين سمع الحق من الراهب ونبذت الشر المتمثل في الساحر الكافر.

2- لا بأس بالكذب للنجاة من كيد الكافرين عند الضرورة.

3- علم الغلام بفطرته أن الحق مع الراهب ولكن أراد أن يقيم الحجة ( مثل إبراهيم عليه السلام ) حين أقام الحجة على قومه.

4- الدعاء إلى الله أن يظهر له الحق ويبين له وجه الصواب ويقطع الشك باليقين، وهذا شأن المؤمن يلجأ إلى الله دائماً لحل مشاكله.

5- إماطة الأذى عن الطريق وتخليص الناس من كرب وقعوا فيه، مشروع ومطلوب يؤجر المسلم عليه، كما صرحت بذلك الأحاديث.

6- المؤمن الصادق هو الذي ينسِبُ فعل الكرامة إلى الله وليس إلى نفسه.

7- الاعتراف بالفضل ولو إلى غلام صغير: أي بني أنت اليوم أفضل مني .

8- كل من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وصدع بالحق لابد من أن يبتلى، وعليه الصبر، وله الأجر الكبير عند الله. قال الله تعالى على لسان لقمان يوصي ولده: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ سورة لقمان: 17 .

9- كل من أخطأ في تعبيره لا يترك في خطئه، بل يبين له وجه الصواب، لا سيما في عقيدة التوحيد، فالغلام يقول للوزير: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله تعالى. وهذا مطابق لقول الله تعالى عن إبراهيم: ) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ سورة الشعراء: 80.

10- إن لله رجالاً أقوياء بإيمانهم، فمهما عذبوا لا يرجعون عن دينهم، ولا يرضون الطغاة بكلمة فيها ضعف أو كفر، ولو حرقوا، أو نشروا أو أغرقوا وهو الأفضل وقد أشار إليهم الله سبحانه بقوله: وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ سورة آل عمران: 146 . وقد سمح الله للمؤمن أن ينطق بالكفر إذا أكره عليه فقال سبحانه: مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ سورة النحل: 106.

11- لابد لكلمة الحق أن تنتصر، فالملك يعجز عن قتل الغلام، ولا يتم له ذلك إلا بطريقة يرسمها الغلام للملك، يعقبها إيمان الشعب واندحار الملك، ويتحقق قول الله تعالى: وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ سورة التوبة: 40 .

12- الغلام المؤمن يضحي بنفسه ليؤمن الناس، وهذا شأن المؤمنين المخلصين يسعون لإنقاذ أمتهم، ولو أدى ذلك إلى استشهادهم فهم إلى الجنة ذاهبون: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ سورة آل عمران: 169 .

13- يثبت الله المؤمنين بالحجج البينات، ويؤيد دينهم بالكرامات، فهذا هو الرضيع ينطق: يا أمه إصبري فإنك على الحق . والأم تستجيب لهذا الأمر، وتلقي بنفسها مع طفلها صابرة محتسبة.

14- مصير المؤمنين إلى الجنة بعد موتهم، ومصير الكفار الحرق في الدنيا وعذاب جهنم في الآخرة.

من كتاب من بدائع القصص النبوي الصحيح - محمد جميل
admin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:08


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir