مجالس قبيلة زعب  

العودة   مجالس قبيلة زعب > المجالس المتخصصة > المجلس العلمي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13th June 2007, 15:32   #1
مثنى الزعبي
عضــــو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 19
ظاهرة الدال

مقال يكتب بماء الذهب نشر في جريدة اليوم للشيخ عبد الله آل داوود القاضي بالمحكمة العامة بالدمام وقد عرى الكثير من أنصاف المثقفين ومن ضاقت بهم الطرق وكل منهم وضع على ظهره حرف دال ويوزع كروته بين الناس كما توزع المياه الخيرية في مواسم الحج وهم من أخذها بطرق ملتوية ومزورة موهمين أنفسهم والناس أنهم يستحقونها وهنا الشيخ يفضح هذه البشرية التي لا مروءة لهم ولا صدق ولا حياء وجامعاتهم الوهمية



ظاهرة الدال


الحياة العلمية والثقافية والدراسية المتنوعة (علمية وثقافية وحضارية) ترتبط في حياة الأمة والدول بسمة الجدية والعناء والمثابرة ولذلك أشار إليها القرآن الكريم بإشارة لطيفة (يا يحيى خذ الكتاب بقوة) وتفسيرها كما قال ان كثير «بجد وحرص واجتهاد» وعلى مر العصور واختلاف الدول والمجتمعات ترتبط الحياة الحقيقية للأمة بالعلم والدراسات الجادة وبقدر ما تهتز في الأمة القوة العلمية ومعها او قبلها التربوية بقدر ما يهتز مستقبل الأمة ونهضتها وثوابتها ووجودها بل ودينها وأخلاقها.

وكم هي كثرة الصور والأمثلة وشواهد التاريخ على ذلك وإن كنا دائما وأبدا نبشر ونستبشر ونتفاءل بمسيرتنا العلمية في هذا البلد المبارك بما أنتجته وتسعى له محاضننا العلمية والتربوية الا انه في مشهدنا المعاصر من حياتنا العلمية يجد المتأمل بذرات متناثرة لمنابت سوء تريد ان تفسد مسارنا العلمي والثقافي والحضاري بل انها تنمو كشجرة خبيثة تتفرع وتتجذر وتتمايل بل وتعلو رايتها لترمي بشهب محرقة لتصيبنا في أعز ما نملك وهي حياتنا العلمية والثقافية.

أما أين ذلك؟ وكيف هو ؟ وما مداه؟

فجوانب الالتواء كثيرة وبحور الانحراف متعددة واقتصر هنا على ظاهرة سوداوية تخص أناسا يريدون ان ينتقلوا من العامة الى النخبة ومن الهامشية الى الريادة على مركب العلم وفوارس التعلم فبئس الركب هم وبئس الطريق سلكوا.

ـ انها ظاهرة الدال ذلك الحرف الذي ازعج الكثيرين الى ان جعلوه سلعة نقلوه من أحرف العربية الى عرض مادي وسلعة رديئة تعرض في السوق السوداء مثلها مثل السلع التجارية تباع تارة بالمزاد العلني وتارة بالإعلان التجاري وتارة بالسماسرة الاخفياء وتارة بقوة الدولار وبريق الريال وهكذا..

ـ إنهم فئة من شبابنا وشيوخنا وأنصاف مثقفينا في كثير من الفنون ومع الأسف تكاثر ذلك في العلوم الشرعية والإدارية والعربية فتجدهم يتطايرون ويتقافزون ويتنافسون بل ويتغايرون في ذلك حتى لكأنك تعيش مع الإمام ابن عبدالبر وهو يذكر في كتابه (جامع بيان العلم وفضله) عن يزيد بن فودر انه قال (يوشك ان ترى رجالا يطلبون العلم فيتغايرون عليه كما يتغاير الفساق على المرأة هو حظهم منه)

إذا تأملت في طرقهم وأساليبهم في ذلك وجدت تدافعهم الى البائع الأسهل والطريق الأقرب فأصبحنا نسمع جامعات أعجمية تمنح الدرجات العليا في العلوم الشرعية والعربية !! وما تفرع عنها من إدارة او قانون الخ.. وهنا نتساءل: هل هي رغبة عن جامعاتنا العريقة في هذه البلاد التي اثبتت جدارتها في العلوم الشرعية والعربية بل بقيت محافظة على ثوابتها وتوازنها في منح الدراجات العليا او هو العجز عن الولوج إلى هذه الجامعات لعدم القدرة على الضوابط العلمية التي تفرضها على الباحث ليكون مهيأ لنيل هذه الدرجة العلمية او لعدم أهليته هو لأن يصل الى مستوى تقديم بحث محكم مؤصل في الفن الذي نضجت فيه تلك الجامعات او لأنه يعيش بين ظهراني علماء ومثقفين فزيفه لن يدوم وتعالمه لن يطول او ليس هذا وتلك ولكن هدفه الحصول على (الدال) ببحث يشتريه من السمسار ومن ثم لا مكان له عند الجامعات الجيدة؟!

كل ذلك وغيره ممكن في ظل التسابق المفتون للارتماء في أحضان التزوير العلمي و التزييف الثقافي الذي تقدمه شبكات المدلسين في بعض الجامعات العربية خارج هذه البلاد.

ـ لقد أجاد الكاتب المعروف (فهمي هويدي) في مقاله الرائع (دكتوراه للبيع) عندما تحدث عن معاول الهدم في حياتنا العلمية وألمح الى ما تفشى لديهم في مصر من هذه العصابات الإجرامية وذكر مراكز التزوير والتزييف وسماسرة التدليس والتي تستقبل الوافدين لها وخاصة من دول الخليج لكي تبيعهم الدال في ظل غياب الرقابة الذاتية والنظامية وهو شاهد على عصره وبلده في ذلك.

ـ وأقول ان ما يقع في مصر يقال ايضا في بعض الجامعات في صنعاء والسودان ودمشق وغيرها كثير بل ان اخشى ما يخشاه الغيورون هو ان تطال بهذه المعاول محاضننا وجامعاتنا ومن رجع الصدى في ذلك ومن بث الهموم وصيحات النذير ما علقت به الدكتورة (نورة السعد) على مقال الكاتب المذكور في مقال لها (نعم الدكتوراة للبيع) في جريدة الرياض 25/ 3/ 1427هـ وأنذرت من الخطر الذي قد يسري الينا ويتربص بمستقبل دراساتنا العليا وأبحاث الترقية..

تقف مدهوشا ومتألما مما أصابنا من خطر الانحراف وشناعة الخداع وعظيم الخطب وتسمع صيحات النذر التي يطلقها الوجلون وهم يرون ويسمعون ويشاهدون على الواقع مشاهد مظلمة وصلت الى حال مترد:-
1- أن تشتري شهادة الدكتوراه من إحدى الجامعات العربية بثمانية آلاف ريال وقد لا يوفق هذا المفتون فيخدع حتى في سعرها فقد لا يصل اليها الا بأربعين ألفا او مائة ألف؟!

2- يقول احد الباحثين انه ذهب لإحد المراكز بالمملكة والتي تمنح الشهادات العليا بالمراسلة فذكر لهم أن لديه دورات أخذها من المركز الفلاني وله خدمته الطويلة في تخصص شرعي وما الى ذلك فقالوا له إذا يكون المبلغ سبعة عشر ألف ريال فقال وما مدى خدمتي في البحث من قبلكم قالوا: نعين لك باحثا بأجر إجمالي قدره خمسة آلاف ريال قال وإذا احضرت لكم كتابا واختصرت لكم الطريق فسوق احضر مثلا كتاب الحلال والحرام للشيخ يوسف القرضاوي فقالوا: لا بأس بذلك فنحن نعيد ترتيبه بطريقتنا ونضع عنوانا له وننسخه ولكن بشرط الا تنشر البحث بعد ان تنال الشهادة عليه ثم علقوا قائلين ان القاعدة العامة لدينا ان الموضوع الذي فيه ألف بحث أفضل من موضوع ليس فيه الا بحث او بحثان وأما الوقت فقد ذكروا انه يمكن ان يكون ستة اشهر أو تزيد قليلا.

ج -ويقول احد الطلاب الباحثين الذين ذهبوا للدراسات العليا خارج البلد ما أن تقدمت الى احدى الجامعات ورأوني خليجيا إلا والسماسرة من داخل الكلية فضلا عن خارجها يلاحقونني فأصبحت أمام مئات العروض ابتداء من وجود موضوع وإيجاد المشرف وخدمات البحث والباحثين الخ..

حتى وصلت الى مساومات على بحوث جاهزة لا ينقصها إلا النسخ واسم الباحث وموعد المناقشة الوهمية.!!
يقول: فأصبت باهتزازات نفسية وتصارع داخلي جعلني اصل الى قناعة كاملة بأنه لا مكان للبحث العلمي الجاد في هذه الجامعة بل لا يليق ان يعلم المجتمع لدينا أنني أخذت الشهادة من هذه الجامعة وهي بهذه الصورة لأن الحكم للغالب بل لقد قدرت في نفسي ان أخذي للشهادة من هذه الجامعة وأنا خليجي وحولها هؤلاء السماسرة وهي بهذه الملابسات هو خدش في الحياة وقدح في المروءة فرجعت حامدا الله على الثبات.

د -قد توجد بحوث ربما ادى الباحث فيها دورا ولو غير مباشر ولكن اكتفي من ذلك بالمسميات والعموميات وربما اشبه بالكتابة الصحفية او الجمع العلمي الذي ربما تحصل عليه عن طريق الشبكة العالمية في سويعات اكثر من بحث ذلك الباحث مثال ذلك.

احدهم كتب رسالة عن احد الأنظمة المعمول بها في إحدى الوزارات في هذا البلد ولكون الجامعة خارج البلد ولا تعرف هذا النظام ولا من خدمه ولا الدراسات عليه بل ربما لا يعنيها فهنا انتظر من الباحث ما الذي أتى به وهل المشرف على الرسالة والمناقشون يحيطون بأن الباحث استوفى هذا النظام وناقشه كما هو الخ.. كلا وابن حجر يقول (إذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب).

هـ ـ بل وصل التزوير والخداع إلى الشهادات الجامعية فقد سألني يوما أحد الأخوة من بلد عربي وقال لي انني قدمت للعمل في برمجة وصيانة أجهزة الحاسوب منذ ثلاث سنوات وقد انتهيت من تعاقدي مع الكفيل وأنا عازم على السفر وسؤالي اني لما حاولت ان استقدم أهلي لم استطع فاضطررت ان أغير المهنة وتبعا لذلك لابد من حصولي على شهادة حتى أكون فنيا او مهندسا فاشتريت شهادة جامعية من دمشق بأربعة آلاف ريال وغيرت المهنة واستقدمت أهلي فهل فيما فعلته حرام يعود على ما اكتسبته من مال خلال هذه المدة.؟
و ـ ثم لما رأى غرابة ذلك بالنسبة لى أطلعني على الشهادة فحزنت واغتممت وتذكرت ما قاله أبو الحسن الجرجاني:-

ولم أقض حق العلم ان كان كلما
بدا طمع صيرته لي سلما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي
لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقى به غرسا واجنيه ذلة
إذا فاتباع الجهل قد كان احزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أذلوه فهانوا ودنسوا
محياه بالأطماع حتى تجهما

إنها مشاهد وتدليسات وثياب زور وتسامع لا يملك الإنسان أمامها الا ان يقول: عن التعزيز في حق هؤلاء السماسرة والمتعالين وأصحاب التزوير الثقافي هو أحق بالتعزير من بعض اصحاب الانحراف السلوكي (الشهواني) والفكري (الشبهاتي) ولا يملك الانسان ايضا إلا ان يثبت على الطريق وأن يسأل الله العافية والسلامة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع) وكان من دعائه «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع» فإذا تعوذ المصطفى عليه الصلاة والسلام من العلم الذي لا ينفع فكيف بمدعي العلم والكاذب فيه والمزور والمزيف والمتسامع ذكر ابن المبارك وابن عبدالبر عن وهب ابن منبه انه قال (ان للعلم طغيانا كطغيان المال) وللحديث صلة في الداء والدواء.




عبدالله بن ابراهيم ال داوود
(القاضي بالمحكمة العامة بالدمام)
إمام جامع سلمان الفارسي بحي الريان بالدمام

مثنى الزعبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14th June 2007, 17:31   #2
فهد بن سالم
عضو مهم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 1,501
فعلا مقال يكتب بماء الذهب

جزاك الله خير يا مثنى على نقل هذا الموضوع
__________________
اصبر لدهر نال منك ـ ـ ـ ـ ـ فهــكذا مضـــت الدهـور

فـرح وحـزن مـــــرة ـ ـ ـ ـ ـ لا الحزن دام ولا السرور

F1F@gawab.com
فهد بن سالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16th June 2007, 14:52   #3
الغريبي
عضــــو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 20
لا هنت يا مثنى الزعبي على هذا المجهود الطيب
الغريبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 23:24


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir